التمر هو ثمر لنخل يُعرف علمياً باسم Phoenix dactylifera وهي شجرة معمرة دائمة
الخضرة ذات ساق أسطوانية غير متفرعة تغطى بقواعد الأوراق. الأوراق كبيرة ريشية تتجه
فيها وريقاتها ناحية قمة الورقة. يصل طول الورقة ما بين 3إلى 6أمتار فيما يصل ارتفاع
الشجرة إلى 30متراً.
والنخل ثنائي المسكن أي يوجد نخل ذكر وآخر أنثى وثمرة النخل بيضاوية إلى مدورة ذات
ألوان متعددة. وتنمو من النخلة نبتات صغيرة تسمى فسائل قرب أسفل الجذع ويمكنها أن
تتطور إلى شجيرات ثم نقلها إلى مكان آخر وتصبح فيما بعد شجرة تشبه النخلة الأم في نوع
ثمرها. تنتج الأشجار الذكرية من النخل حبوب اللقاح أما الأشجار الأنثوية فهي التي تعطي
التمر. تمر ثمرة التمر بخمسة اطوار رئيسية بعد عملية التلقيح والاخصاب وهي:
الطور الأول: طور الحبابوك ويبدأ هذا الطور بعد التلقيح مباشرة ويستغرق 4- 5أسابيع
وتكون الثمرة صغيرة مدورة الشكل ولونها قشطي مع خطوط أفقية خضراء.
والطور الثاني: طور الكمرى وتكون الثمرة في هذا الطور بيضاوية الشكل، ولونها أخضر
وطعمها مر. والطور الثالث: طور الخلال أو البسر وفي هذا الطور تبلغ الثمرة حجمها
وشكلها النهائي وقد أصفر لونها أو أصبح مشوباً بالحمرة.
وطعم الخلال أو البسر قابض مع شيء من الحلاوة. وتستمر هذه الفترة من 3- 5أسابيع.
والطور الرابع: هو طور الرطب، ويطلق هذا الاسم عندما يصبح النصف المدبب البعيد عن نقطة
الارتكاز (قمة الثمرة) لحمياً أما النصف الآخر المرتكز على الشمراخ فإنه يبقى كما كان
في مرحلة الخلال. وكثير من التمور تستهلك في هذه المرحلة مثل البرحي والسكري وأم
الخشب والغر والطيار. وتبدأ هذه المرحلة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من نهاية طور
الخلال. وأخيراً الطور الخامس: وهو طور التمر وهو آخر طور من اطوار نضج ثمار النخيل
وذلك بعد أن ينضج النصف الثاني من الرطب.
أصناف التمور في المملكة:
ويوجد عدد كبير من أصناف التمر في المملكة العربية السعودية وهي: أبا سويد، وأبو حلاء،
والشرقية، والصور، والعنبرة، وأم الحمام، وأم الخشب، وأم رحيم، وأم كبار، وبرحي،
وبرني، وبريم، وبكيري، وبياض، وتناجيب، وجسب، وحاوي، وحاتمي، وحقاقي،
وحسينية، وحضيرية، وحقي، وحلوة، وحلية ورسي، وحمراء، وحمر عقيق، وخشرم،
وخصاب، وخضري، وخلاص، وخنيزي، ودخيني، ودقل، وذادي، وربيعي، ورخيمي، ورزيز،
وردتان، وسري، وسويسري، وسكري، وسكرية، وسلج، وشبيبي، وشكل، وشقري،
وشلبي، وشهل، وشيشي، وصبيحة، وصفاري، وصفراء، وصفري، وصقعي، وعوينات،
وعجوة، وعز، وفنخاء، وقطار، وكسبة، وكبان، ولاصمية، ولونة مساعد، والمتلين،
والمشوك، والمجناز، والمسكاني، والمسبحية، والمقفزي، والمكتومي، ومنيفي، ونبوت
سيف، ونبت زامل، ونبت سلطان، ونبت قرين، وهلال، ووصيلي وونانة.
ينمو التمر على شكل عناقيد تسمى عراجين ويمكن أن يحتوي عرجون واحد لبعض أنواع
التمر الناضجة ما بين 600إلى 1700تمرة وقت القطف، وتنتج النخلة سنوياً مالا يقل عن
45كيلوجراماً من التمر وذلك طيلة حوالي 60سنة.
الموطن الأصلي للنخل: الموطن الأصلي للنخيل الجزيرة العربية وشمال المغرب العربي ويزدهر
في البلدان ذات الجو الحار الجاف صيفاً وأفضل أنواع التربة كزراعته هي التربة الطينية الغنية
بالمواد العضوية.
الأجزاء المستعملة من نخيل التمر: جميع الأجزاء دون استثناء.
المحتويات الكيمائية في نخيل التمر:
1- الثمار: تحتوي ثمار التمر على سكروز، وسكريات مختزلة مثل الجلوكوز والفركتوز،
بروتينات، دهون وفيتامينات أ، ب 1، ب 2وبيوتين وحمض الفوليك والنياسين وحمض
الأسكوربيك، ومعادن مثل البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم، والكبريت، والصوديوم،
والكلور، والمغنسيوم وكميات قليلة من الحديد، والمنجنيز، والنحاس، والزنك والكوبلت،
والفلور وتحتوي أيضاً على حامض 3،affeylshikimic وهو حمض فينولي.
2- ساق النخل: يحتوي الساق على عدد كبير من المركبات الكيمائية منها لوبيول
(Lupeol) ولايبايل (Lypyl)، وستجماستيرول (Stigmasterol) وبيتاسيتوستيرول
(B-Sitosterol) واستريت (asetrite).
3- حبوب اللقاح: تحتوي على الكولسترول الذي يعتبر المولد لكل الهرمونات الاسترويدية
في الحيوانات كما تحتوي على الهرمون المعروف بالاسترون.
4- البذور: تحتوي البذور على هرمون الاسترون ومواد دهنية بنسبة كبيرة ومواد معدنية مثل
البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور.
5- الكفري: يحتوي الكفري على زيت طيار ومواد هلامية ومواد عفصية ومواد صابونية
وفلافويندات وسيترولات وتربينات ثلاثية.
6- الأوراق: تحتوي الأوراق على عدد كبير من الأحماض الأمينية سواء في أوراق الإناث
أو الذكور واهمها حمض الأسبارتيك والجلوتاميك والسيستين والأرجنين والهستدين وهذه
الأحماض الأمينية مشتركة في أوراق الإناث والذكور.
متى عُرف ثمر النخيل؟ وما هي استخداماته في الطب القديم؟
عرف الإنسان ثمر النخيل منذ القدم وقيل إن تاريخه يرجع إلى أكثر من 5000سنة . والنخلة
شجرة مباركة فقد ذكرت في مختلف كتب المعتقدات والديانات، ولقد شوهدت صورة النخلة
على جدران مقبرة (نفر - معت) بميدوم - الأسرة الرابعة وأيضاً وجدت رسوماتها على
العديد من جدران معابد الفراعنة، كما تحدث أطباء الفراعنة عن ثمار البلح غصاً وجافاً ونيئاً،
كما تحدثو عن طلعه. وكان قدماء المصريين يطلقون على نخلة البلح بالهيروغليفية "أمات"
وهو الاسم الذي اشتقت منه كلمة "أمهات" التي تطلق حالياً على أحد اصناف البلح في مصر.
أما اليهود فكانوا يطلقون على بناتهم اسم تامار من التمر تشبيهاً لهن بالنخلة لتمتع النخلة
بالخصوبة والقوام الممشوق والطعم الحلو.
وقد ذكر مؤرخ العالم الطبيعي الروماني بليني أن الرومان عرفوا عدة أنواع من التمر كما
كان يقدم على موائد الملوك. وفي المسيحية كان للنخلة حظ اوفر من التقدير وكفى أن
المسيح عليه السلام قد وُلد تحت النخلة. ولما جاء الإسلام كُرمت النخلة وذُكر اسمها في
القرآن في عشرين آية في ست عشرة سورة قال تعالى في سورة مريم {وهزي اليك بجذع
النخلة تساقط عليك رطباً جنياً، فكلي واشربي وقري عيناً}. كما ورد في النخلة وثمرها
عشرات الأحاديث النبوية، ومن ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "اطعموا نساءكم التمر،
فإن من كان طعامها التمر خرج ولدها حليماً". وقال عليه الصلاة والسلام: "إن من الشجر لما
بركته كبركة المسلم، هي النخلة" رواه البخاري، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "من تصبح
كل يوم سبع تمرات لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر" رواه البخاري.
لقد تحدث العرب عن التمر والنخل في نثرهم وشعرهم فقد قال النابغة الذبياني يصف النخيل:
صغار النوى مكنوزة ليس قشرها
إذا طار قشر التمر عنها بطائر
من الشارعات الماء بالقاع تستقي
باعجازها قبل استقاء المحاجر
وقال النمر بن تولب:
ضربن العرق في ينبوع عين
طلبن معينة حتى ردينا
بنات الدهر لا يخشين محلاً
إذا لم تبق سائمة بقينا
كأن فروعهن بكل ريح
عذارى بالذوائب ينتضينا
وقال الشاعر ابن الرومي يصف التمر البرني وهو أحسن أنواعه:
بعثت ببرني جني كأنه
فحازت تبر قد ملئن من الشهد
مختمة الأطراف تنقد قمصها
عن العسل الماذي والعنبر الهندي
تُنقل من خُضءر الثياب وصُفرها
إلى حُمرها ما بين وشي إلى ورد
فكم لبثت في شاهق لا ترى به
ولا نجتني باللحظ إلا من البعد
الذ من السلوى وأحلى من المنى
واعذب من وصل الحبيب على القَد
وقال أحمد شوقي في التمر:
طعام الفقير وحلوى الغني
وزاد المسافر والمغترب