ولد علي محمد باقر السيستاني في المشهد الرضوي بإيران عام 1930 لعائلة اشتغلت بالعلم الديني، حيث كان جده الأكبر السيد محمد يتقلد منصب شيخ الإسلام في سيستان بإيران في عهد السلطان حسين الصفوي، ومن هنا اكتسب لقب السيستاني.
في عام 1951 انتقل علي السيستاني إلى قم في إيران ليستكمل دراسته العلمية على يد آية الله أبو القاسم الخوئي وآية الله حسين الحلي، عاد بعدها إلى النجف الأشرف ليواصل تأليفه وتدريسه في الحوزة العلمية هناك حتى بزغ نجمه وحصل على إجازة بالاجتهاد من شيخيه الخوئي والحلي، ثم أصبح بمرور السنين واحدا من أهم المراجع الشيعية في العالم.
بعد سقوط بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان 2003 لزم آية الله علي السيستاني الصمت، ولم تصدر عنه فتوى تتيح مقاومة الاحتلال الأميركي، وبرر السيستاني ذلك بأن الظرف لم يحن بعد لمثل هذه الفتوى.
وكان السيستاني طالب مجلس الحكم المؤقت بانتخابات عامة حرة يشارك فيها الشعب العراقي لاختيار حكومة انتقالية تشرف على استلام السلطة، ورفض إشراف مجلس الحكم المؤقت على هذه الانتخابات مهددا عند عدم الاستجابة لمطلبه بنزع الشرعية عن مجلس الحكم. ومؤخرا عبر السيستاني عن قبول ضمني بحكومة رئيس الوزراء العراقي المؤقت إياد علاوي وقدم نصائحه لها.
منذ بروز الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أظهر بعض المقربين من السيستاني امتعاضهم من الصدر وأنصاره، ولكن السيستاني لم يصدر عنه شخصيا أي موقف لافت تجاه الصدر، ولكنه التزم الصمت من الصراع الدائر بين التيار الصدري وقوات الاحتلال الأميركي، وهو ما جعله عرضة للنقد من قبل مقتدى الصدر وأتباعه.
ويوم 6 أغسطس/آب الجاري (2004) توجه السيستاني إلى لندن بذريعة أنه أصيب بانسداد الشريان الأبهر، ورأى بعض المراقبين أن مغادرة السيستاني لها علاقة بما يجري من أحداث دموية في النجف، ووجوده خارج العراق في هذه الظروف سيخفف من حرج موقفه الصامت، ولكنه سيعطي الفرصة للمتأولين لاتهامه بالتواطؤ ضد التيار الصدري.
انتهى